الخاتم النبوي
خير بداية لأجمل حكاية مع نموذج خاتم النبي الأعظم ﷺ فهو شعار المعرض ودرّه، وبركة الارتباط وسرّه. كيف لا و سرّ ارتباطنا بصاحب الآثار ﷺ أنه (محمدٌ رسول الله) صلى الله عليه ، وعلى آل بيته الأطهار وأصحابه الأبرار ، والتابعين لهم ما تعاقب الليل والنهار.
فنحن نحبّه ونتبعه لأنه رسول الله ﷺ ((قل إن كُنتُم تحبّون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)) وأمرنا أن ننصره ونعظّمه ﷺ بنص القرآن ((وتعزروه وتوقروه))
هذا وقد جاء ذكر الخاتم النبوي في صحيح البخاري الذي روى بسنده عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال :
” كان نقش خَاتَمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةَ أَسْطُرٍ : مُحَمَّدٌ سَطْرٌ، وَرَسُولُ سَطْرٌ، وَاللَّهِ سَطْرٌ ”
في صحيح البخاري أيضًا عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: “اتخذ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم خاتمًا من وَرِقٍ، فكان في يده، ثم كان في يد أبي بكر، ويد عمر، ثم كان في يد عثمان، حتى وقع في بئر أريس، نقشه: محمد رسول الله”.
ويدعي بعض الأشخاص بأن النقش كان من الأعلى إلى الأسفل، لكن هذا غير صحيح إذ أن كل الآثار الموجودة من الرسائل التي ختمها النبي محمد تثبت عكس ذلك.
وبعد وفاة الرسول صار الخاتم إلى أبي بكر وعمر وعثمان، إذ لبسه عثمان إلى السنة السادسة من خلافته، ولكنه سقط من يده في بئر أريس في المدينة المنورة. أمر عثمان بنزح الماء، واستمرت عملية البحث ثلاثة أيام دون جدوى.
ونسبةً إلى الخاتم صار يعرف بئر أريس بـ “بئر الخاتم”.
وهناك نسخة مطابقة للأصل في متحف توبكابي Topkapı في تركيا حاليا، والتي أعتنت بجمع أثر النبي، وذلك في عهد الدولة العثمانية.
وقد قال الحافظ العراقي ناظمًا وصف خاتم النبي ﷺ :
خَاتَمُهُ مِنْ فِضَّةٍ وَفَصُّهُ مِنْهُ وَنَقْشُهُ عَلَيْهِ نَصُّهُ
مُحَمَّدٌ سَطْرٌ رَسُولُ سَطْرُ اللهُ سَطْرٌ ليسَ فِيهِ كَسْرُ
وفَصُّهُ لِبَاطِنٍ يَخْتِمُ بِهْ وَقَالَ لا يُنْقَشْ عَلَيْهِ يَشْتَبِهْ
يَلْبِسُهُ كَمَا رَوَى الْبُخَارِي فِي خِنْصَرٍ يَمِينٍ أَوْ يَسَارِ
كِلاهُمَا فِي مُسْلِمٍ وَيُجْمَعُ بَأَنَّ ذِا فِي حَالَتَيْنِ يَقَعُ
أَوْ خَاتَمَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ بِيَدْ كَمَا بِفَصِّ حَبَشِيٍّ قَدْ وَرَد
وهذا الخاتم المصنوع من فضة ، غير خاتم النبوة المعروف.
خاتم النبوة
هو من علامات ودلائل نبوّة سيدنا محمد ﷺ، وهو عبارة عن غُدّة (شامة) حمراء مثل بيضة الحمامة، فيها شعرات مجتمعات كانت بين كتفي النبي محمد ناحية كتفه الأيسر.
وصفه سيدنا جابر بن سمرة فيما رواه مسلم فقال : «رأيت الخاتم عند كتفه مثل بيضة الحمامة يشبه جسده» ووصفه عمرو بن أخطب أبو زيد الأنصاري: «شعراتٌ بين كتفيه» كما ذكر الترمذي في الشمائل.
فخاتم النبوة من صفات الأنبياء، ودليل على النبوة عند أهل الكتاب، كما مرّ في قصة إسلام سلمان الفارسي ، وقصة الراهب بحيرى ، وخبر ملك الروم الذي أرسل من يستطلعه له ليتحقق من صدق نبوته ، وقد كان.
وقد قال سيدنا حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدحه ووصفه للنبي ﷺ:
أغَرُّ عَلَيْهِ لِلنُّبُوَّةِ خَاتَمٌ مِنَ اللَّهِ مَشْهُودٌ يَلُوحُ ويُشْهَدُ
وضمَّ الإلهُ اسمَ النبيّ إلى اسمهِ إذا قَالَ في الخَمْسِ المُؤذِّنُ: أشْهَدُ
وشقّ لهُ منِ اسمهِ ليجلهُ فذو العرشِ محمودٌ وهذا محمدُ
نَبيٌّ أتَانَا بَعْدَ يَأسٍ وَفَتْرَةٍ منَ الرسلِ والأوثانِ في الأرضِ تعبدُ
فَأمْسَى سِرَاجاً مُسْتَنيراً وَهَادِياً يَلُوحُ كما لاحَ الصّقِيلُ المُهَنَّدُ
وأنذرنا ناراً، وبشرَ جنة ً وعلمنا الإسلامَ فاللهَ نحمدُ