الجُبّة
ثياب النبي
كَانَ أَكْثَرُ لُبْسِهِ الْأَرْدِيَةَ وَالْأُزُرَ، وَهِيَ أَخَفُّ عَلَى الْبَدَنِ مِنْ غَيْرِهَا، وَكَانَ يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، بَلْ كَانَ أَحَبَّ الثِّيَابِ إِلَيْهِ. وَكَانَ هَدْيُهُ فِي لَبْسِهِ لِمَا يَلْبَسُهُ أَنْفَعَ شَيْءٍ لِلْبَدَنِ، فَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُطِيلُ أَكْمَامَهُ، وَيُوَسِّعُهَا، بَلْ كَانَتْ كُمُّ قَمِيصِهِ إِلَى الرُّسْغِ لَا يُجَاوِزُ الْيَدَ، فَتَشُقُّ عَلَى لَابِسِهَا، وَتَمْنَعُهُ خِفَّةَ الْحَرَكَةِ وَالْبَطْشِ، وَلَا تَقْصُرُ عَنْ هَذِهِ، فَتَبْرُزُ لِلْحَرِّ وَالْبَرْدِ، وَكَانَ ذَيْلُ قَمِيصِهِ وَإِزَارِهِ إلى أنصاف الساقين لم يتجاوز الكعبين.
وقد لبس النبي ﷺ العديد من أنواع الملابس التي كانت متوفرة في عصره، سواء مما كان يُصنع في المدينة المنورة أو من خارجها كمكة واليمن والشام وغيرها.
وقد لبس ﷺ القميص، والحبرة (رداء من قطع يُصنع في اليمن) والحلّة (رداء وعليه إزار) والمرط (مساء غير مخيط يؤتزر به، والجبّة (الرداء المفتوح من الأمام).
وانتقلت بردة من برد النبي ﷺ إلى سيدنا معاوية بن ابي سفيان الذي اشتراها من أولاد سيدنا كعب بن زهير، التي انتقلت حتى الخليفة المعتصم، الذي لبسها وخرج لملاقاة هولاكو، لكنه لما هزمه وأخذ البردة والعصا، أحرقهما ونثر رمادهما في دجلة وقال: “إني لم أحرقهما استهانة بهما إنما تطهيرًا لهما”.
وهناك قميص للنبي ﷺ موجود عند أناس من أشراف المدينة المنورة.
وقد تم حفظ جبة النبي ﷺ في جناح الأمانات المقدسة في متحف قصر توب كابي في اسطنبول .